الزي العماني تحفة تزين الأجساد
تتميز سلطنة عمان بتنوع الأزياء التراثية وثرائها وجمال ألوانها وأشكالها وهي تمثل عراقة المجتمع وأصالته وحضارته وأنماط حياته .
ويحافظ الإنسان العماني الرجل والمرأة والطفل على ارتداء تلك الملابس بل يفتخر بها. وهذا ما يلاحظه الزائر للسلطنة من مظاهر المحافظة والاعتزاز بالتراث العُماني التي تتمثل في الأزياء العمانية ، فلها مكانة خاصة مميزة، وتتسم بالأناقة والبساطة في آن واحد ، وتتصف هذه الأزياء بالبساطة والتكيف مع البيئة المحيطة .
إن للأزياء العمانية مكانة خاصة ومميزة، فإلى جانب اتصافها بالبساطة والأناقة، فلها خصوصية تاريخية. فعُمان بحكم موقعها الجغرافي وتواصلها الحضاري أثرت وتأثرت بالشعوب الأخرى، فكانت الأزياء من نتاج هذا التواصل عبر الحقب والعصور .
زي الرجل العماني
هو عبارة عن ثوب طويل (الدشداشة أو الكندورة) ذات عنق مستدير يحيط بها شريط رفيع قد يختلف لونه عن لون الدشداشة ويمكن إضافة تطريز حوله ، وتتدلى على الصدر (الفراخة أو الكركوشة) التي عادة ما تضمخ بالعطور ، وتطرز أطراف وعرى الدشداشة بشريط من اللون نفسه .
ولا توجد اختلافات للدشداشة في محافظات ومناطق السلطنة إلا نوع واحد وهي الدشداشة الصورية التي تختلف في طريقة التطريز فمثلا تطرز في الجزء العلوي من الأمام والخلف، وتختلف درجة التطريز حسب الفئة النسبية إذ تزيد كثافة التطريز في دشداشة الأطفال .
أما لباس الرأس فهو العمامة : هو الثوب الموضوع على عصبة الراس وغالبا ما تأتي باللون الابيض والمصنوع من الصوف او النسيج الشبة حريري وغالبا ما يلبسه أهالي العلم وعلماء الدين ورجال الدين وأئمة المساجد .
او المصر العماني: هو الثوب الموضوع على عصبة الراس والمصنوع من الصوف وله ألوان متعددة ونقوش متعددة تتميز برونقه الجذاب .
الكمة العمانية: وهي ما تلبس على الرأس والمطرزة يدويا أو عن طريق مكائن الخياطة ويكون الاطار الدائري من القطن والنقوش التطريزية من خيوط النسيج حيث امتهنت المرأة العمانية لمهنة ( التنجيم ) وهي خياطة الكمة العمانية أو (القحفيه) حيث صارت تعتمد عليها كدخل اخر للمال ، فهي تعمل على بيعها بمبلغ غير زهيد او انها تستأجر لخياطتها بمقابل مبلغ تشترط عليه !
حيث قامت المرأة العمانية على خياطة الكمّة العمانية جلّ وقتها، وتحملها حيثما ذهبت لتستغل الوقت لخياطة ما تبقى لها من الكمّة لتسارع بالمتاجرة بها، او حتى اهداءها لاحد افراد عائلتها خاصة ان العمانيين دائماً يفضلون الكمّة ذات الخياطة اليدويه وليست الجاهزة ... وهي الاغلى حتماً، والاجمل!وتعتبر الكمة العمانية، التي تشبه إلى حد كبير الطاقية، ذات اهمية بالغة للرجل في السلطنة ، فهي من مكملات أناقته وتأخذ مكانة بارزة بعد المصر ، كغطاء جميل للرأس يحرص العمانيون على انتقائها من حيث اختيار اللون والرسم .
تعرف الكِمة باللغة العامية في عُمان بـ«القحفية» وليست هناك من مدونات رسمية تبين تاريخ استعمالها او تعطي تفاصيل موثقة حول اصل الكلمة ومصدرها، ولكنها تعتبر قطعة اساسية في الزي العماني التقليدي ويؤكد العمانيون انها عمانية مائة بالمائة. يرتدي الرجال في كل مناطق السلطنة الكمة ورغم وجود اختلافات في الازياء تبعا للمنطقة التي ينتمي اليها الفرد فهناك مثلا الزي الخاص بأهل ظفار وآخر بأهل مسقط وصور، وهكذا دواليك تبقى الكمة واحدة من منطقة لأخرى .
وتحاك الكمة التي تعتبر من الصناعات التراثية العمانية من خيوط ملونة جميلة تنقسم الى نوعين ، الاول سميك والاخر اقل سماكة ، ويبللان بالماء كي يسهل استخدامها وحتى لا ينقطعا اثناء الخياطة. وتربط ابرة كبيرة في الكمة نفسها تساعد على إحداث ثقب صغير فيها ومن خلاله تقوم المرأة بالخياطة بطريقة انسيابية وسريعة.
وما زالت صناعة الكمة متداولة في مناطق وولايات السلطنة وبخاصة في ولاية قريات التي تشتهر بهذه الصناعة حيث أنه يوجد نوعان للكمة العمانية ، نوع يطلق عليه نصف نجم ، والاخر يطلق عليه اسم نجم كامل. اما عن المدة التي تستغرقها خياطة الكمة فترتبط ارتباطا اساسيا باختلاف وتنوع الرسمات المطلوبة.
العدد الاكبر من الكميم يتم خياطتها باليد ولكن هناك ايضا الكميم التي تصنع في صلالة والتي تعتمد في خياطتها على الماكنات .
ويوجد نوع ثالث يستورد من الخارج من الفلبين وهي ذات نوعية جيدة، لكنك حين تقارن الاثنين تستطيع ان تتبين الفرق فورا ، اذ ان طريقة الخياطة وعلى الاخص التطريز تختلف بين الاثنين وهذا بدوره يؤدي الى اختلاف كثير في الاسعار، فسعر الكمة يتراوح بين ثلاثة ريالات الى 60 ريالا.
الأدوات المستخدمة:
مقص، رؤوس مصنوعة من الفضة وهي تلبس في الاصابع لحمايتها من وخز الابر وكذلك لشد الخيط المستعمل في التنجيم، اما الابرة فهناك ثلاثة انواع :
ابرة التتريس (وهي اكبر حجما من ابرة التنجيم) ابرة التنجيم تستعمل لتكون الغرز اكثر دقة واصغر حجما ابرة لإحداث ثقوب قبل البدء بالتنجيم.
الأدوات المستخدمة :
- خيوط مصنوعة من القطن (وهي تستعمل للتتريس وذلك حتى يتماسك قوام الكمة) .
-- قطعة قماش بيضاء مصنوعة من القطن ترسم عليها الاشكال قبل التتريس وقماش للكمة .
خطوات العمل :
يراعى في صناعة الكمة ان يقوم بها شخص واحد كي تتم بنفس النسق وتكون متجانسة وتكون الخطوات على الشكل التالي :
- ترسم الاشكال على قطعة القماش البيضاء وعادة ما تكون هذه الاشكال والرسومات مستوحاة من البيئة العمانية وتراعي المقاسات المطلوبة عند رسم الاشكال .
- تتم عملية القص وتفصيل القطعة حسب المقاسات تمهيدا لعملية التتريس وعلى ان تكون تحت هذه القطعة قطعة اخرى اي ان تكون هناك قطعتان متطابقتان .
- تبدأ عملية التتريس للكمة بالخيوط القطنية باستخدام ابرة التتريس على المسارات التي رسمت ، حيث يتم ادخال هذه الخيوط من تحت الرسومات لاكساب الكمة القوام المطلوب والمتجانس.
- بعدها تبدأ عملية التنجيم بخياطة وتطريز الاشكال والرسومات بخيوط ملونة حسب الطلب وتراعى الدقة في هذه العملية.
وجدير بالذكر هنا ان مرحلة التنجيم هي اطول مرحلة في
صناعة الكمة. اما في المرحلة الاخيرة فيتم تثبيت جزأي الكمة ببعضهما لتصبح على شكلها النهائي جاهزة للبيع . وتستغرق حياكة الكمة الواحدة نحو اسبوعين اذا ما جرى العمل فيها يوميا وفي بعض الاحيان قد تستغرق عدة اشهر، أما ارضية الكمة فغالبا ما تكون بيضاء من ثم يتم ادخال الخيوط الملونة حسب الطلب .
صناعة الكمة. اما في المرحلة الاخيرة فيتم تثبيت جزأي الكمة ببعضهما لتصبح على شكلها النهائي جاهزة للبيع . وتستغرق حياكة الكمة الواحدة نحو اسبوعين اذا ما جرى العمل فيها يوميا وفي بعض الاحيان قد تستغرق عدة اشهر، أما ارضية الكمة فغالبا ما تكون بيضاء من ثم يتم ادخال الخيوط الملونة حسب الطلب .
البشت : هو ما يلبس من فوق الدشداشة العمانية وغالبا ما يأتي بالاسود والذهبي وهو زي المناسبات وكما له الشهرة بالخليج العربي ككل .
الخنجر : ويتزين الرجال بالخنجر العماني المطرز والمصنوع من الفضة الخالصة، وأحيانا يلف الشال حول الوسط فوق حزام الخنجر وهو من نوع ولون العمامة نفسه، ويكتمل الزي بلبس البشت فوق الدشداشة وهو عباءة رجالية مطرزة الأكمام والأطراف.
حيث تُعد الخناجر العمانية أحد الموروثات التراثية العديدة التي يتمتع بها الشعب العماني، وقد أصبحت سمة بارزة وجزءًا أساسيًّا في الزي الوطني العماني في كل موقع ومناسبة .
وإلى جانب ذلك، فإن الخناجر العمانية تشير إلى مقدرة العمانيين على توظيف المعطيات البيئية وتحويلها إلى أشياء تنسجم مع طبيعة الشخصية العمانية ، في اعتزازها بتاريخها وحفاظها على أصالة السلوك العربي.والخناجر العمانية ليست نوعًا وشكلاً واحدًا، فهناك العديد من المسميات والأنواع، وذلك بحكم انتشار صناعة الخناجر في أجزاء عديدة من السلطنة، والتنافس بين صُناعها في إظهار مهاراتهم الفنية في نقش وزخرفة هذه الخناجر التي تحمل مميزات وخصوصيات كل منطقة، عبر الأشكال والأنواع التي تشتهر فيها .
يصنع الخنجر العماني عادة من الذهب ويوضع غمده محلى بالصياغة الدقيقة الجميلة ويتميز الخنجر العماني عن غيرة من خناجر شبة الجزيرة العربية بانحنائه الخاصة التي تشكل زاوية عمودية تقريبا أما الاغمدة الخاصة فتصنع من الذهب الصافي وتكون محلاة بخيوط من الذهب أو مزيج من خيوط الذهب والفضة ، بينما تصنع الاغمدة البسيطة من الجلد وتكون عادة محلاة بشي من الفضة .
وهناك طريقتان لنقش الخنجر هما:
1- النقش بالقلع : ويستخدم مسماراً دقيقاً لنقش الصفيحة الفضية حيث يتطلب ذلك صبراً ومهارة لتظهر النقوش كعمل فني متقن.
2- نقش التكاسير: وهو الطريقة الثانية وفيها يستخدم الصائلى خيوط الفضة في تزيين الخنجر وهذه من الأمور المستحدثة في صياغة الخنجر.والخناجر على إختلاف أنواعها تحمل سمات مشتركة وتتكون من الأجزاء التاليه:
1- القرن (المقبض): ويختلف من منطقة الى أخرى واغلى المقابض ثمناً تلك المصنوعة من قرن الزراف أو الخرتيت، أما الصندل والرخام فهي من الخامات البديلة لصناعة المقبض.
2- النصلة )شفرة الخنجر): وتختلف من ناحية القوة والجودة وتعد من محددات قيمة وأهمية الخنجر .
3- الصدر (أعلى الغمد): وهذا الجزء عادة ما يكون مزخرفاً بنقوش فضية دقيقة.
4- القطاعة (الغمد): وهو الجزء الأكثر جاذبية في الخنجر، ويكون مطعماً بخيوط فضية.
لكل رجل عماني خنجرة الخاص مختلف شكل الخنجر باختلاف الإقليم الذي صنع فيه أما المقابض فأفضلها مصنوع من العظم والفضة رغم أن الخشب والبلاستيك قد يستعملان لنفس الغرض ويكون لغمد الخنجر عادة سبع حلقات فضية اثنتان منها لربط الحزام وخمسة للامساك بالخيوط الفضية التي تحاك حول الغمد لتجميله ويكون أعلى المقبض مسطح الشكل ، أما الخناجر السعيدية التي تستعملها الأسرة المالكة فمعظمها ينتهي بشكل متقاطع . ويقال أن الأميرة شيراز إحدى زوجات السيد سعيد بن سلطان الذي عاش في النصف الأول من القرن التاسع عشر هي التي أدخلت هذا النوع من الخناجر كما أدخلت العمامة الملونة التي يلبسها أفراد الأسرة المالكة .ومن أهم الأنواع تلك المعروفة بالسعيدية والشرقية والساحلية؛ حيث إن لكل نوع من هذه الخناجر مميزاته المنفردة وخطوطه الخاصة به، والتي تظهر في المقبض ، أو القرن وهو أعلى جزء من الخنجر .
ويتكون الخنجر العماني في العادة من عدة أجزاء، تتمثل في: القرن وهو الجزء العلوي أو المعجون أو القرن المكسو في بعض الأحيان بالفضة أو الذهب، وهذا الجزء يعد أغلى مكونات الخنجر. أما الجزء الثاني فيعرف بالطوق وهو موضع النصلة، ويليه الصدر أو الطمس، وهو عبارة عن صفائح وأسلاك دقيقة وحلقات من الفضة أو الذهب.أما الجزء الثالث وهو القطاعة، وتمثل الجسد أو مغمد النصل، وغالبًا ما تكون من الجلد المنقوش بأسلاك الفضة أو الذهب ، أو أن تتكون من صفائح فضية أو ذهبية مزخرفة بنقوش بديعة، وهو عبارة عن قطعة من الفضة المزركشة بنقوش ورسومات دقيقة جدًا، في حين يُغطَّى الجزء الخلفي من الخنجر بالمخمل أو الصوف. أما نطاق الخنجر العماني، فإنه يصنع عادة من الجلد المزين بأسلاك فضية أو الذهبية وفقًا لطول النطاق وبأسلوب دقيق ينم عن مهارة الصانع.
وفي السنوات السابقة كانت عملية صناعة الخناجر تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين؛ إذ تستغرق صناعة أربعة خناجر فقط ما يتراوح بين شهر وشهر ونصف الشهر باستخدام الأدوات التقليدية، ولكن مع استخدام الأدوات الحديثة، فإن صناعة العدد نفسه تستغرق نحو أسبوع وذلك في حالة توفر المواد اللازمة لذلك .
وتتفاوت أسعار الخناجر بدرجة كبيرة، ويتوقف ذلك على عناصر مختلفة، من أهمها المواد المستخدمة في صناعتها والمجهود الفني لزخرفتها، ومن ثم يصل سعر بعضها إلى نحو ثلاثة آلاف ريال عماني، في حين يصل ثمن البعض الآخر إلى أربعمائة ريال عماني، أو أقل من ذلك أحيانًا.
وانواع الخناجر العمانية :
الخنجر السعيدي :
تاريخياً هو الخنجر الذي كان يرتديه أفراد أسرة آل بو سعيد الحاكمة في سلطنة عمان، من أهم ما يميز هذا النوع من الخناجر هو المقبض الجذاب الأنيق الشكل الذي يسمى أحيانا "قرن مكذب" والمغطى تماماً بنقوش رائعة من الفضة، أما غمد الخنجر فهو مكسو بخيوط مذهبة يتم إعدادها بدقة ومهارة على أشكال طولية وعرضية، بينما ينتهي الجزء العلوي من غمد الخنجر بالقبع المصنوع من الفضة والمنقوش بطريقة رائعة جميلة، ويسمى الخنجر السعيدي أيضاً خنجر "طمس السعيدي" .
الخنجر النزواني :
يرجع أصله إلى منطقة نزوى، وللخنجر النزواني تصميمات متداخلة مستوحاة من المنطقة ومزخرفة بعناية فائقة على اللوح الفضي المغطي للجزء السفلي من غمد الخنجر والذي يصنع من الخشب، ويرتبط هذا اللوح الفضي بغطاء فضي موضوع على المؤخرة، أما مقبض الخنجر النزواني فهو مشابه للخنجر السعيدي وعادة ما يصنع من العاج ويتم تغطيته بالفضة وزخرفته بعناية فائقة بطريقة متداخلة رائعة .
الخنجر العماني :
هو مزيج من الخنجر السعيدي البهي الأنيق بتصميماته التقليدية الجميلة وسلالة الخناجر الرائعة، ومقبض هذا الخنجر مغطى بغطاء من الفضة منقوش عليه آيات من القرآن الكريم بدقة متناهية، ويوجد ثلاث حلقات دائرية تتصل بعضها البعض بالسلاسل الفضية الدقيقة التي تربط بين جزئي الخنجر، ويتميز هذا النوع من الخناجر بارتباط الحزام بطرف القطاعة عن طريق سلسلة من الفضة معقودة ومثبتة بطرف القطاعة تسمى "القائد" وتساعد على تأمين الخنجر بالحزام
الخنجر الصوري:
يتميز هذا النوع من الخناجر بصغر حجمه وخفة وزنه نسبياً، وبه الكثير من الخصائص المميزة، ويتم صناعته بصفة خاصة في ولاية صور بالمنطقة الشرقية، ومقبض هذا الخنجر مغطى ومطلي بالذهب، أما الجزء السفلي من غمد الخنجر فهو مصنوع من الجلد ومزين بالأسلاك والخيوط الفضية المطرزة بالذهب وينتهي بالقبع المصنوع من الذهب والمنقوش عليه أشكال فنية جميلة.
********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق